Alzheimer

ألزهايمر من قال أنه لا يمكن منعه؟

عندما نتحدث عن مرض الزهايمر أو الخرف فهو يعتبر من أكثر الأمراض التنكسية شيوعًا للجهاز العصبي المركزي ويكون في النساء أكثر من الرجال. عندما يتعلق الأمر بهذا المرض فأغلب الناس يتخيلون لصورة رجل كبير في السن يجلس على كرسي متحرك ، شارد الذهن ، في بعض الأحيان يشعرون بالحيرة عندما يزوره أولاده وأحفاده ولايتذكرهم ، مما يجعل الكل يعتقد أن هذا الأمر طبيعي ذلك عندما يتقدم في السن فإن خلايا الدماغ تتقدم في العمر أيضاً ، فالنسيان هو طبيعة الرجل المسن.

لكن في الحقيقة فإن مرض الخرف الزهايمر قد يكون في الأعمار الصغيرة . مريضة تبلغ من العمر 60 عاماً ، تعاني من مرض الزهايمر الحاد ، فطوال الليل تدخل لدورة المياه كل 5 دقائق ، لأنها في بادئ الأمر تتذكر بأنها قد أحست بالتبول ولكن لا تتذكر أنها قد دخلت لدورة المياه للتبول من قبل ، مما يؤثر ذلك على الزوج وعلى حياة الأسرة.

ومريض آخر يبلغ من العمر 58 عاما يعاني من آلام في البطن ، انتفاخ مستمر ، ويعود السبب أنه لا يتذكر ما إذا كان قد تناول الطعام أم لا ، وسيطلب تناول الطعام كل ساعة ، حتى عند إبلاغ أقربائه أنه قد تناول الطعام ولكن المريض لايصدق ما يقولونه ، ينجرح مشاعره ويحزن لأنه يعتقد أن أولاده لن يسمحوا له بتناول الطعام.

علامات تدل على أنك تعاني من مرض الزهايمر

1. فقدان الذاكرة ، خاصة الذاكرة قصيرة الأمد أو الحوادث التي حدثت للتو ، فسوف ينسى بسهولة إلى أن يصبح بعض سلوكه الذي يقوم به مراراً وتكراراً ، ففي المرحلة الأولى من الأعراض قد يبدأ المريض في النسيان قليلاً نوعاً ما ، مثل :  نسيان مكان وضع مفتاح السيارة ، نسيان تناول الدواء ، نسيان المكان الذي قصد الذهاب إليه ، فهذه الأعراض الأولية قد لا يلاحظه المريض نفسه ولكن سيتمكن أقربائه من ملاحظة هذه الأعراض.

2. مشاكل عند وضع الخطة وفي الحساب : لأن هذه المجموعة من المرضى سيكون أداء الدماغ في الحسابات والنتائج المختلفة تتدهور بسهولة كذلك ، وحل المشكلات البسيطة في الأشخاص العاديين سيكون من الصعب على هؤلاء المجموعة من المرضى ، فعلى سبيل المثال : فك أربطة الحذاء.

3. وضع الأشياء في غير مكانها ، الحيرة من المكان المألوف والوقت.

4. يتغير المزاج بسهولة : في بعض الأحيان يحدث حالة الاكتئاب والعدوانية ، وحتى الأنشطة التي كان يتمتع بها سابقًا يمكن أن يشعر بالملل وعدم المبالاة.

لماذا يعاني مرضى الزهايمر بمثل هذه الأعراض ؟

الجواب هو أن هناك تلف في خلايا الدماغ الذي يدعى بالقشرة المخية (Cerebral cortex) التي تعتبر الخلية الدماغية الأكثر تطورًا ووضوحاً لدى الانسان مقارنةً بالحيوانات الأخرى ، حيث يمنح الإنسان القدرة على الحفظ والتخطيط والحساب والمنطقية يعرف الخطأ من الصواب ولكن للأسف فإن مرضى الزهايمر يحدث هذا التلف في هذا الجزء من الدماغ.

"تلف خلايا الدماغ" المخاوف الذي لا يريد أي أحد أن يحدث .. كيف يحدث ؟

1. العوامل الوراثية واضطرابات الشفرة الوراثية : وهذا يجعل حالة خلايا المخ تفقد توازنها أثناء عملية الاستقلاب إضافة إلى خلل في عملية التخلص من الشوائب من الخلايا مما يسبب إلى حدوث الخرف المبكر.

2. العوامل الهرمونية : وجدت أن الهرمونات الجنسية في كل من الجنس الأنثوي والجنس الذكري مهم في أداء خلايا الدماغ ، لذا فإن الإناث تدخلن سن اليأس أسرع من الذكور ، فغالبًا حسب الإحصائيات أن معدل الإصابة بالزهايمر عند الإناث تكون أكثر وتم العثور على أن معدل إحصائيات الإصابة تزيد إذا كانت تلك المرأة قد دخلت سن اليأس في سن مبكرة ، مثل : اللواتي تم استئصال المبيضين في سن مبكرة ولم تتلقين الهرمونات البديلة الإضافية.

3. المواد السامة والمواد الكيميائية المتنوعة : هناك دراسات أثبتت أن المواد السامة من المعادن الثقيلة مثل : الرصاص ، الزئبق والألومينيوم له تأثير مباشر على تلف هذا الجزء من خلايا الدماغ.

4. نقص التغذية مثال : نقص فيتامين ب ، الأحماض الأمينية الضرورية ، الأحماض الدهنية الضرورية والمعادن ، مثل : المغنيسيوم ، الزنك ، وهذا يجعل خلايا الدماغ تتدهور بشكل أسرع.

5. مرض السكري : يعتبر من أسباب مرض الزهايمر ، لذا يقال إن مرض الزهايمر هو مرض السكري الذي يحدث في الدماغ لأن خلايا المخ لا تستطيع حرق الطاقة بشكل طبيعي . مما يظل الشوائب متبقية في الخلية سواء كان بروتين أميلويد بيتا أو بروتينًا ذائبًا فهي نتيجة لهذا الاضطراب.

6. تلف الأوعية الدموية : يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.

7. القولون العصبي واختلال توازن سلالات الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي : حيث أن الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي يرتبط بتوليف النواقل العصبية وجهاز المناعة.

8. الالتهاب المزمن والجهاز المناعي غير الطبيعي

تشخيص مرض الزهايمر

الآن يستطيع الأطباء تشخيص الحالة من خلال أخذ معلومات التاريخ الطبي والفحص البدني والأعراض البارزة. حالياً هناك تكنولوجيا يمكن أن يوفر التشخيص الدقيق والسريع لهذا المرض ، وهو كالآتي :

- الكشف عن المخاطر الصحية : اختبار جينات الزهايمر ، اختبار توازن هرمون الغدة الدرقية ، الغدد الكظرية والهرمونات الجنسية ، فحص معدل الجذور الحرة والسموم في الجسم ، فحص مستوى الفيتامينات والمواد الغدائية في الجسم.

- الكشف عن تكدس مادة بيتا اميلويد في الدماغ مع فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزتروني للدماغ PET Scan .

عادة يتوفون مرضى الزهايمر خلال 6-10 سنوات منذ بدأ ظهور الأعراض ، بسبب تنكس المخ تدريجياً حتى يصل لمرحلة الإعاقة ، لا يمكنه مساعدة نفسه وقد يعاني من مضاعفات جانبية ، مثل : الإصابة بعدوى لاحقاً.

التقدم في علاج مرض الزهايمر عن طريق الطب التكاملي

.مع التقدم في المجال الطبي ودمج المعرفة في العلوم الطبية المتعددة ، بإمكاننا اليوم إجراء فحوصات عن مخاطر مرض الزهايمر حتى قبل ظهور الأعراض. بالإضافة إلى إمكانية التخطيط للعلاج المناسب مع الشخص خاصة أيضًا ، وذلك بالتركيز على حل السبب الجذري للمشكلة وتنكس الخلايا ، إضافة إلى إصلاح الخلايا التالفة حتى يكون هناك فرصة أكبر للعودة إلى أداء عمله بالطرق الآتية :

1. استخدام الأدوية : لعلاج الأعراض أو للمساعدة في ضبط الناقلات العصبية ، ولكن لا يوجد دواء يساعد في علاج تنكس خلايا الدماغ.

2. استخدام العناصر الغذائية العلاجية : العناصر الغذائية المستخرجة من أوراق الجنكة ، الجينسنغ ، الشاي الأخضر ، كورديسيبس ، الكولين في المكسرات ، فيتامين ب ، فيتامين د ، الأحماض الأمينية التورين ، المغنيسيوم ، يمكن أن تساعد في زيادة أداء الناقلات العصبية والدماغ.

3. استخدام مضادات الأكسدة لحماية خلايا الدماغ ، مثل فيتامين هـ ، أستازانتين ، الإنزيم المساعد Q10 ، حمض ألفا ليبويك.

4- ضبط التوازن لحل مخاطر أعراض تلف الدماغ ، مثل : تعديل التوازن الهرموني أو استخدام العلاج الهرموني البديل في النساء بعد سن انقطاع الدورة والمعرضات لخطر تنكس الدماغ ، علاج إزالة سموم المعادن الثقيلة لتقليل تراكم السموم المسببة للمرض.

5. استخدام العلاج الخلوي أو الجزيئات الحيوية ، العلاج بالببتيد ، مثل سيريبروليسين وهو ببتيد المستخرج من دماغ الخنزير ، حيث أن هناك دراسات عن المقارنة في استخدام هذه الجزيئات الحيوية بأنه يعمل بشكل جيد في علاج مرض الزهايمر.

6. استخدام العلاج بالليزر القريب بالأشعة تحت الحمراء منخفض المستوى بواسطة استخدام وخز الإبر حول الرأس ، لتحفيز أداء الخلايا العصبية.

7. استخدام تقنية العلاج المناعي لضبط توازن الاستجابة المناعية وتقليل التهاب خلايا المخ.

إضافة إلى العلاج الطبي فإنه يجب مراقبة المريض المصاب بالزهايمر عن كثب لمنع حدوث حادث. ويستحسن القيام بالعلاج المهني المتنوع مع المريض ، مثل التحدث ، العزف على الموسيقى ، اللعب مع بعض ، هذا لتعزيز أداء الجسم والدماغ والعقل . بما في ذلك يجب أن يكون للمريض بطاقة هوية شخصية مع رقم الهاتف للتواصل مع مقدم الرعاية ، ويجب أن يجعل المريض يحملها معه في جميع الأوقات للاحتياط إذا ضل الطريق أو مفقود بسبب مغادرة المنزل.

جوهر مصدر مرض الزهايمر

العامة من الناس يعرفون مرض الزهايمر بأنه فقط مرض مجهول السبب وقد يكون مرتبطاً بالعامل الوراثي. لكن بالنسبة للطب التكاملي فإننا نؤكد دائمًا أن "مرض الزهايمر" ليس فقط العامل الوراثي الذي يعتبر العامل المهم فحسب ، بل لأن الأهم من ذلك هو تناول الطعام ، العوامل البيئية ، والسموم ، والمواد الكيميائية ، طريقة المعيشة التي نعيشها يومياً ، وفي نفس الوقت بما أنه يمكننا اكتشاف خطر الإصابة بمرض الزهايمر قبل حدوثه وقبل ظهور الأعراض. فلماذا لا نختار السبل الوقائية للتخطيط للرعاية الصحية قبل وقوع مرض الزهايمر ، لأن الصحة الجيدة من اختيارك.